رؤوبين سنير (في الأصل شهرباني) وُلد في حيفا لأبوين هاجرا من بغداد عام 1951. اللغة المحكيّة في البيت كانت العربية العراقية وثقافة الوالدين كانت عربية محضة إلا أن العبرية كانت لغته المفضّلة في طفولته والثقافة العبرية الصهيوينة كانت الإطار التعليمي والتربوي الذي نشأ في سياقه، شأنه شأن سائر الأطفال في المجتمع اليهودي الإسرائيلي. أما العربية فلم تكن، وفقا لمعايير الثقافة الصهيونية التي فُرضت على النشء الجديد، سوى لغة العدو واعتُبرت الحضارة العربية مبتذلة ومنحطّة. في مقالة في مجلة فكر وفنّ الألمانية تطرّق سنير إلى حياته كطفل يهودي من أصل عربي في المجتمع الإسرائيلي في الخمسينات قائلا: “في محاولتي كطفل للتكيّف مع المعايير الصهيونية-الإشكينازية الغربية السائدة، وكما كانت الحال مع بقيّة الأطفال من ذوي الخلفية الاجتماعية المماثلة، كنت، وأنا طفل، أشعر بالخجل من عروبة والديّ. فلم أكن بالنسبة إليهما سوى عميل جهاز القمع الصهيوني الحكومي الذي أرسلته المؤسّسة الإسرائيلية الحاكمة، بعد تلقّي أفضل التمرينات والتدريبات، إلى قلب استحكامات العدوّ، أي: عائلتي، وقد أتممتُ المهمّة على أكمل وجه يمكن أن يؤدّيه طفل أمام والديه المحبّين، مستغلّا استغلالا تامّا ما تنطوي عليه محبّة الوالدين من ضعف إزاء طفلهما: حظرت عليهما الكلام بالعربية في الأماكن العامّة، أو الاستماع إلى الموسيقى العربية داخل بيتهما. ولم تكن العروبة مشكلة والدي الوحيدة فحسب، إذ كان نشيطا شيوعيا في وقت كان فيه الانتماء للشيوعية في إسرائيل لا يختلف عن الانتماء إلى منظّمة إرهابية“. تلقّى سنير تعليمه الابتدائي في مدرسة «نيريم» في حيّ «محاني داوود» في مشارف حيفا، وهو في أصله مخيّم أقيم للاجئين اليهود القادمين من البلدان العربية. ثمّ انتقل إلى مدرسة هاريئلي هاعبري في حيفا حيث درس لأوّل مرّة العربية في إطار مشروع تعليمي كان في أساسه يرمي إلى إعداد الطلاّب للخدمة في الجيش الإسرائيلي في مناصب تطلّب إجادة العربية.[1] وبعد أن أكمل الخدمة العسكرية بدأ دراسة الأدب العربي والفلسفة في الجامعة العبرية في القدس حيث حصل على الماجستير (1982) بعد أن قدّم أطروحة حقّق في إطارها مخطوطة زهدية من القرن الثاني الهجري للمعافى بن عمران (لم نتشر بعد).[2] وفي عام 1987 حصل على لقب الدكتوراه من نفس الجامعة وتناولت أطروحته الملامح الصوفية في الشعر العربي المعاصر (لم نتشر بعد).[3] وفي أثناء دراسته الجامعية، عمل كمحرّر أخبار في صوت إسرائيل بللغة العربية (1977-1988). وبين عامي 2000-2004 أشغل منصب رئيس قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة حيفا، ومنذ 1996 يشغل منصب محرر مساعد في مجلة الكرمل — أبحاث في اللغة والأدب الصادرة في حيفا. لقد اشترك في المعرض الدولي الذي أقيم على شرف الشاعر أدونيس في معهد العالم العربي في باريس الذي صدر عنه كتاب يجمع دراسات عن أعمال أدونيس.[4] كذلك أمضى سنير عدّة فترات في معاهد للدراسات العالية في الخارج مثل معهد الدراسات العالية في برلين (Wissenschaftskolleg zu Berlin) (2004-2005 )، ومركز الدراسات العبرية واليهودية في أوكسفورد (Oxford Centre for Hebrew and Jewish Studies) (في عامي 2000 و2008)؛ وكذلك حاضر في جامعة هايدلبرغ (2002) وفي جامعة برلين الحرة (2005). وفي أعقاب مساق دراسي أشرف عليه في برلين، نشر طلابه أوّل مجموعة قصصية لكتّأب يهود عراقيين.[5]
أين ولد رؤوبين سنير ؟
Ground Truth Answers: حيفاحيفاحيفا
Prediction: